براقي مشرف عام
عدد المساهمات : 41 نقاط : 93 تاريخ التسجيل : 03/02/2011 الموقع : براق
| موضوع: الجزء الثاني مع نزار قباني 23/2/2011, 23:15 | |
| الجزء الثاني
ياشاعري الا تحدثنا عن بلقيس **في عام 1969 جئت إلى بغداد لألقي قصيدة , وبعد قراءة قصيدتي التقيت بقصيدة ثانية اسمها بلقيس .. وتزوجتها.. وأقمنا . أول مؤسسة وحدوية بين قلبين وبين وطنين.. مؤسستنا الصغيرة كانت رائدة وطليعية وشجاعة 0 وكنا – بلقيس وأنا- نطمح إلى إن نكون مثالاً ونموذجاً لوحدات أخرى قادمة تجعل سماء الوطن أكثر اتساعاً ونجومه أكثر عدداً وبحاره أكثر زرقة وأطفاله يتكاثرون بالملايين كما تتكاثر شقائق النعمان في أول الربيع بين الرطبة وأبي الشامات.* هل تحدثنا عن ابنك توفيق : :** في العاشر من شهر آب /1973/ مات ابني توفيق في لندن توقف قلبه عن العمل كما يتوقف قلب طائر النورس عن الضرب , عمره اثنتان وعشرون سنة.. وشعره كلون حقول القمح في تموز , كان توفيق أميراً دمشقياً جميلاً... كان طويلاً كزرافة , وشفافاً كالدمعة , وعالي الرأس كصواري المراكب. قبل أن يموت توفيق بأيام قال لأخته هدباء التي سافرت معنا إلى لندن : أتعرفين ياهدباء ماذا يخطر ببالي أن افعل ؟ إنني سآتي بسيارتي من القاهرة وأبيعها في لندن وأعيش الحياة طولاً وعرضاً. وعندما قالت له هدباء : وإذا انتهت فلوس السيارة فماذا ستفعل ؟ أجابها على الفور : لا تخافي سأموت أنا والسيارة معاً... وذات يوم كنت أتمشى مع توفيق في اكسفورد ستريت ورأينا في إحدى الواجهات قميصاً أزرق من النوع الذي يعجبه فقلت له: ما رأيك أن نشتريه ؟ قال ولماذا الاستعجال ؟ أن القميص سيبقى ... ولكن هل سأبقى أنا؟ إن رحيل توفيق المفاجئ , أكد لي حقيقة لم أكن أعرفها وهي أن الصغار أشجع منا وأكثر منا قدرة على فهم طبيعة هذه الرحلة التي يسمونها الموت ...*هل تحدتنا عن والدتك أم معتز : أما أمي فكانت ينبوع عاطفة يعطي بغير حساب كانت تعتبرني ولدها المفضل وتخصني دون سائر اخوتي بالطيبات وتلبى مطالبي الطفولية بلا شكوى ولاتزمر . بيت أمي كان معقلاً للحركة الوطنية عام 1935 وفي باحة دارنا الفسيحة كان يلتقي قادة الحركة السياسية السورية بالجماهير ومنها كانت تنطلق المسيرات والتظاهرات ضد الانتداب الفرنسي . يعرفونها في دمشق باسم ( أم المعتز ) اسمها فائزة .. جاءني هاتف من دمشق يقول لي : أمك ماتت .. لم استوعب الكلمات في البداية .. لم استوعب كيف يموت السمك كله ... في وقت واحد ...وعن الشام يقول نزار قباني :..منذ أيام النبي العربي .. والشام تتكلم عربي ومنذ أيام معاوية ، وهشام ومروان .. ومنذ موقعة بدر .. حتى موقعة جبل الشيخ .. والشام مواظبة على تكلم اللغة العربية وعلى تعليمها ، إن صناعة دمشق الأساسية هي العروبة وحين نسأل نزار قباني عن سورية ومواقفها القومية يختصر كل تاريخ سورية قائلا : اشتهرت بكونك شاعر المرأة ؟ ترى ما هو موقفك من حرب تشرين :هكذا خلق الله السوريين كل رغيف يخبزونه يقتسمونه مع العرب وكل شجرة يزرعونها تأكل من ثمرها العرب وكل حجر يحملونه على أكتافهم هو لتعمير بيت العرب قبل السادس من تشرين / 1973 / كانت صورتي مشوشة وغائمة ، وقبيحة واليوم / 6 تشرين / يبدا عمري لا تستغربوا كلامي فأنا ولدت تحت الطوافات والجسور العائمة وخرجت من أسنان المجنزرات السورية التي كانت تقرقش الصخور في مرتفعات الجولان. ويتابع شاعرنا التغني بأمجاد تشرين وبالتضامن العربي حين استعمل العرب سلاح النفط في المعركة فيقول :
للمرة الأولى ..اشتري زجاجة بترول واهديها لحبيبتي وتشكرني لأنني أعدت إليها الثقة بأنوثتها أهديتها عطرها المفضل : النفط حبيبتي ، بعد حرب 6 تشرين تفضل أن تستعمل عطرا قوميا ترى هل تجول شاعرنا في شوارع دمشق اثناء حرب تشرين وشاهد القصف الاسرائيلي لشوارع دمشق وخاصة شارع ( ابو رمانة ) : تجولت في كل شوارع العشاق ولكن شارع أبو رمانة في مدينة دمشق بأبنيته المهدمة وشرفه المتساقطة واصص أزهاره المحترقة ، واشجاره التي حصدتها الصواريخ لقد اصبح اهم شارع في العالم لان الكبرياء والبطولة اصبحتا من بين سكانه .وبعد تشرين التحرير تحاول آلة العدوان والدمار الاستمرار في الاعتداء على ارض سورية فيقف الجندي السوري شامخا مدافعا عن بوابة العروبة عن دمشق الشام وتروي دماء جنودنا البواسل ارض الوطن فيقول نزار : 82 يوما والشام تكتب إلياذتها العظيمة على الصخر والثلج بحروف كبيرة 82 يوما والشام تسدد وحدها كل ديون العالم العربي المستحقة منذ عام 1967 وعام 1948 ولا تطلب من المديونين جزاء ولا شكورا لقد حاربت الشام ، واستحقت ثواب حربها هذه هي سورية كانت في الحرب أستاذة تتكلم بالعربي الفصيح ولملمت أوراقي ثانية .. وجمعت الورد والقرنفل والياسمين ونثرتها في الأفق البعيد بين النجوم وكلمات نزار .. فكانت الوردة تنبت وردة ,والقرنفل ينبت قرنفل, والياسمين الدمشقي يملئ السماء ,والغيوم تمطر كلمات نزار قباني على تراب الوطن. هذا اللقاء لم يحدث مع الشاعر الكبير نزار قباني وإنما الذي حدث أنني غصت في أعماق ما كتب نزار قباني لأجد السؤال والجواب فكان هذا اللقاء الذي حدث
| |
|