معزوفة هالحياة سآحرة
تعزف على أوتار الأيآم الصاخبة
شدوا فريدا
تتقاطر من الروح نغمات يصعب فهمها
دنوتُ إلى هذا العالم لأرى
الحياة أشبه بمسرح
سأحجز تذكرة للدخول
فوجدته ممتلئ تام لا يوجد منفذ إليه
وليس لي مكآآن فيه
سأقتبسُ بعض الهدوء
فوقفت بعيداً أتأمله
لأسمع ألحانه الصاخبة
هدوءها يُدوي
دقاتها تهتز بقلبي
وكأنها معزوفة
أُودُ أن أراقصها طربا
واحتضنها بلهيب الهوس
باختصار أود أن أقول
بأنها أوتار قلبي المجروح
تصرخ تحتضر بأنيــن الألم
معزوفة شاكية باكية متحطمة
أحاول لملمتها أتحنن وأتودد لها
فأشعلتْ شمعة بثلج قلبي
بدمعة خافتة.
كحلول المطر و استحياء الشفق
فدنت مني الحياة ذات ليلة
لتغطيني بثوب الكبرياء
فسال دمعي فكفكفته
بوشاح العمر
وتوقفتُ عن النحيب
ونَزعتُ رداء الحِداد
وثوبُ الظلمة البالي
ودثرتُ دموعي الحارقة
فذابت شموع العذاب
فلم أرغم قلبي بأخذ معاناته
في تلك الليلة..
راودتني مرة أخرى بليلة سَاحرة
ودعَتَني لرقص في ساحة قصرها
بمد يدها إلى ذراعي وتأملت في عيني
وفي صدرها تختلس بعض الأهازيج والأقاويل والتأويل
لتقول ما بال عينيك وقد انطفأ بريقهما حبيبي
واين جمال وجهك المقمر وكأن سحابة غطته
فطقطقت حنجرتي وفاضت عينتاي والأنــين يضبب
بألم الحسرة
لم استطع غير البكااء
فضمتني بين ذراعيها تهدئني
لان أنفاسي بدأت تتسارع
كنيزك يهوي في ظلمات المحيط
كبريائي يتزلزل بقوة
بل راودتني لحظة صمت
تخترق ألمي المعهود ..
لتهتك لحظات الفرح وتمزقُ ركام النسيان
ليتعانق الصمت مع السكون بقسوة الاختناق
وفي لحظة تتوقفْ المَعزوفَة
لأرى من بين هؤلاء على مسرح الحياه
لم يبقى غيري
سوى قلبي المبعثر
وذكرياتي الشاردة
ولم يلبث حتى باح الصمت في داخلي
مستصرخا بــ يا معزوفتي
بلحن آهآآتي
وفنات ذكرياتي
وفتات لحظاتي
يا أغنية ارددها بصخب
لارتشف آلامك حتى الثمالة
لأعلن انك أملي المقتول
وعصارة يأسي في كفيَّكي
والظلمة في وجدي
آآآآه ياحظي العاثر
كنت ضيفا منسيا على آمال مبعثرة
وثمرة لم يكتمل نضوجها في أقصى ربيعها
فتبعثرت أسطورتي لتضحي أسطورة منسية
تستنجد بدواوين القلم وركام الألم
بسعادة مبتورة وملامح موشومة وزفرات تحتضر
بترانيمها الراقصة
على مسرح الجروح ليمتزج أنيــن قلبي بلحنها الصاخب
لترمى الستائر ويقفل المسرح على زئير قلبي وزفراته
فأيقنت بأني ليس سوى طيف زائر
بعالم مليئ بالأمل الحائر
تغبطه الجروح بحدب ثائر
فهاهي المعزوفة قاربت رقصاتها بالانتهاء لتبدأ من جديد
ككل ليلة ولا أعلم متى ستنقضي فصولها ليأتي فصلها الأخير
وما سيكون نهاية القصة
أيبدأ الحلم من جديد
وتتراقص السنونو على أوتارها في الصباح
لتضع وريقة الربيع دمعتها على الخد الأسيل
وتشدوا أنغامها ببداية قصة جديدة على مسرح الزمن
فأنني لا ادري
إنني انتظر نهاية مشهدي الأخير
بعد إسدال الستارة لعلها تشرق بفجر جديد